recent
أخبار ساخنة

### **الدمى المسكونة: بين الأسطورة والحقيقة.. قصص حقيقية تخفي وراءها الموت والغموض**

 

### **الدمى المسكونة: بين الأسطورة والحقيقة.. قصص حقيقية تخفي وراءها الموت والغموض**

 

لا تحتاج الدمية إلى أن تتحرك أو تنطق بكلمة لتزرع الرعب في قلوبنا. يكفي وجودها الصامت في زاوية معتمة، بعيونها الزجاجية الفارغة التي تبدو وكأنها تراقب كل حركة، لتثير قلقاً عميقاً وشعوراً بأنها تعرف أكثر مما ينبغي. هذا الرعب الفطري تحول من مجرد شعور إلى أساطير عالمية، بل وإلى حوادث مأساوية، كان آخرها الوفاة المفاجئة لصائد الأشباح الشهير دان ريفيرا أثناء جولة مع **الدمية أنابيل**، أشهر دمية مسكونة في العصر الحديث.

لا تحتاج الدمية إلى أن تتحرك أو تنطق بكلمة لتزرع الرعب في قلوبنا. يكفي وجودها الصامت في زاوية معتمة، بعيونها الزجاجية الفارغة التي تبدو وكأنها تراقب كل حركة، لتثير قلقاً عميقاً وشعوراً بأنها تعرف أكثر مما ينبغي. هذا الرعب الفطري تحول من مجرد شعور إلى أساطير عالمية، بل وإلى حوادث مأساوية، كان آخرها الوفاة المفاجئة لصائد الأشباح الشهير دان ريفيرا أثناء جولة مع **الدمية أنابيل**، أشهر دمية مسكونة في العصر الحديث.
### **الدمى المسكونة: بين الأسطورة والحقيقة.. قصص حقيقية تخفي وراءها الموت والغموض**


### **الدمى المسكونة: بين الأسطورة والحقيقة.. قصص حقيقية تخفي وراءها الموت والغموض**

  • هذه الحادثة لم تكن مجرد خبر عابر، بل أعادت فتح ملف قديم ومخيف: هل يمكن لقطع من القماش
  • والخشب أن تصبح بوابات للأرواح؟ في هذا المقال، نغوص في عالم **الدمى المسكونة**
  •  مستكشفين جذور الخوف منها، وأشهر القصص الحقيقية من مختلف ثقافات العالم، وكيف حولتها
  •  السينما إلى أيقونة للرعب لا تُنسى.

#### **لماذا نرتعب من الدمى؟ تفسير "وادي الغرابة" النفسي**

 

قبل الخوض في القصص الخارقة، من الضروري فهم الأساس النفسي لهذا الخوف، والذي يعرف علمياً باسم **رهاب الدمى (Pediophobia)**. يرتبط هذا الخوف ارتباطاً وثيقاً بمفهوم ابتكره عالم الروبوتات الياباني ماساهيرو موري عام 1970، وهو **"وادي الغرابة" (Uncanny Valley)**.

 

  • تشرح هذه النظرية أن ارتياحنا لشيء ما يزداد كلما أصبح شبيهًا بالإنسان، لكن عند نقطة معينة، عندما
  •  يصبح الشيء "شبيهاً جداً" بالإنسان ولكنه ليس إنساناً بالكامل، فإن هذا الارتياح ينهار فجأة ويتحول
  •  إلى شعور بالغرابة والنفور. الدمى تقع تماماً في قلب هذا الوادي:

*   **تشبه الإنسان:** لديها وجه، عيون، وأطراف.

*   **تفتقر للحياة:** ملامحها جامدة، عيونها لا ترمش، وجسدها بلا روح.

 

هذا التناقض يخلق صراعاً في عقولنا. إنها تمثل الموت في شكل الحياة، البراءة التي تحمل إمكانية الشر. عيونها الثابتة تبدو كأنها نافذة على عالم آخر، وهذا الفراغ هو ما يملأه خيالنا بأسوأ المخاوف، مما يجعلها وعاءً مثالياً لقصص الأرواح والأشباح.

 

#### **أنابيل أيقونة الرعب الحديث والقصة الحقيقية المروعة**

 

لا يمكن الحديث عن الدمى المسكونة دون ذكر **أنابيل**. قصتها، التي خلدتها سلسلة أفلام الرعب الشهيرة، تستند إلى تحقيقات أجراها المحققان في الظواهر الخارقة **إد ولورين وارن** في السبعينيات. القصة الحقيقية أكثر غرابة من الخيال:

 

  1. في عام 1970، أهدت أم دمية من نوع "راجدي آن" (Raggedy Ann) لابنتها دونا، التي كانت
  2.  طالبة تمريض. بعد فترة وجيزة، بدأت دونا وزميلتها في السكن ملاحظة أمور غريبة. كانت الدمية
  3.  تتحرك من تلقاء نفسها، وتنتقل من غرفة إلى أخرى. ثم تطور الأمر إلى العثور على رسائل مكتوبة
  4.  بخط طفولي على قصاصات من ورق البرشمان تقول "ساعدونا".

 

عندما استعانتا بوسيطة روحانية، أخبرتهما أن الدمية تسكنها روح طفلة تدعى "أنابيل هيغينز" ماتت في الموقع قبل بناء المجمع السكني. تعاطفت الفتاتان مع "الروح" وسمحتا لها بالبقاء. لكن الأمور سرعان ما أخذت منحى عنيفاً، حيث تعرض صديق لهما لهجوم جسدي غامض، وظهرت على صدره علامات خدوش.

 

  • هنا تدخل آل وارن، اللذان كشفا أن ما يسكن الدمية ليس روح طفلة بريئة، بل كيان شيطاني تظاهر
  •  بالبراءة ليكسب ثقتهما بهدف الاستحواذ على جسد بشري. أخذ آل وارن الدمية ووضعوها في صندوق
  •  زجاجي مقدس في **متحف وارن للغيبيات** في كونيتيكت، مع تحذير واضح: "خطر: لا تفتح
  •  الصندوق". وفاة دان ريفيرا مؤخراً أثناء جولة مرتبطة بالدمية أضافت فصلاً جديداً ومظلماً إلى
  •  أسطورتها.

 

#### **الدمية روبرت الجد الأكبر للدمى المسكونة**

 

قبل أنابيل بعقود، كانت هناك دمية أخرى ترعب مدينة كي ويست في فلوريدا: **الدمية روبرت**. تعتبر قصته مصدر الإلهام الرئيسي لشخصية "تشاكي" في سلسلة أفلام "لعبة طفل" (Child's Play).

 

  • بدأت القصة عام 1904 عندما أُهديت الدمية، التي ترتدي زي بحار وتحمل دباً صغيراً، إلى طفل
  •  يدعى روبرت يوجين "جين" أوتو. سرعان ما أصبح جين متعلقاً بالدمية بشكل غريب، وأطلق عليها
  •  اسمه الأول "روبرت". كان الخدم في المنزل يسمعون الطفل يتحدث مع الدمية، ويسمعون صوتاً آخر
  • عميقاً يجيبه. بدأت حوادث غريبة تقع في المنزل: ألعاب تتحطم، وأثاث ينقلب، وكان جين يلقي باللوم
  •  دائماً على روبرت قائلاً: "روبرت فعلها!".

 

زعم الجيران أنهم كانوا يرون الدمية تتحرك من نافذة إلى أخرى عندما تكون العائلة خارج المنزل. بعد وفاة جين، بقيت الدمية في المنزل، واستمر الملاك الجدد في الإبلاغ عن ضحكات غامضة وخطوات صغيرة في الطابق العلوي.

 

اليوم، تُعرض **الدمية روبرت** في **متحف فورت إيست مارتيلو** بفلوريدا، ويُقال إن لعنة تحيط بها. يجب على الزوار طلب الإذن من روبرت قبل تصويره، وهناك جدار كامل في المتحف مغطى برسائل اعتذار من أشخاص تجاهلوا التحذير وعانوا من سوء الحظ والكوارث.

 

#### **أساطير الدمى حول العالم من اليابان إلى العالم العربي**

 

الخوف من الدمى ليس حكراً على الثقافة الغربية، بل هو ظاهرة عالمية تتخذ أشكالاً مختلفة.

 

*   **اليابان: تسوكموغامي ودمية أوكيكو**

    في الفولكلور الياباني، هناك اعتقاد يُعرف باسم **"تسوكموغامي" (Tsukumogami)**، وهو أن أي أداة أو غرض يتجاوز عمره 100 عام يكتسب روحاً وحياة خاصة به. أشهر مثال على ذلك هي **دمية أوكيكو**. تقول الأسطورة إن فتى اشترى هذه الدمية لشقيقته الصغيرة أوكيكو عام 1918، التي تعلقت بها حتى وفاتها المفاجئة.

  1.  لاحظت العائلة بعد ذلك أن شعر الدمية، الذي كان قصيراً، بدأ ينمو. قصوا الشعر مراراً، لكنه استمر
  2.  في النمو. اعتقاداً منهم بأن روح الفتاة تسكنها، سلموا الدمية إلى **معبد مانينجي** في هوكايدو
  3.  حيث لا يزال الرهبان يقصون شعرها النامي بانتظام حتى يومنا هذا.

 

*   **دمى الفودو: أدوات للسحر والطقوس**

    في غرب أفريقيا ومنطقة الكاريبي، لا تُعتبر **دمى الفودو** مجرد ألعاب، بل هي أدوات طقسية قوية. على عكس الصورة النمطية في هوليوود كأدوات للانتقام فقط، تستخدم هذه الدمى في الأصل للشفاء، والحماية، والتواصل مع الأرواح (لوا). تُصنع الدمية لتمثل شخصاً معيناً، وغالباً ما يُستخدم فيها شيء من ذلك الشخص (شعر، قطعة قماش) لإنشاء رابط روحي. الاعتقاد هو أن ما يحدث للدمية يحدث للشخص المرتبط بها، وهو مفهوم يُعرف بالسحر التعاطفي.

 

*   **همسات في التراث العربي**

    على الرغم من أن التراث العربي لا يزخر بقصص مشهورة عن دمى مسكونة على نطاق واسع، إلا أن هناك حكايات محلية مرتبطة بالجن والمعتقدات الروحية. فكرة أن **الجن** يمكن أن يسكن الجمادات، بما في ذلك الدمى، هي فكرة راسخة. في اليمن، تروى حكاية عن دمية قماش تهدى للعروس لجلب البركة، ولكن إهانتها قد تجلب النحس.

  •  وفي المغرب، توجد أسطورة "لعبة القربان" التي تدفن لجلب الحظ، ويحذر من المساس بها. ومع
  •  انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت تظهر قصص عربية حديثة عن دمى تتحرك أو تصدر
  •  أصواتاً، مما يثبت أن هذا الخوف عالمي.

 

#### **فى الختام**

 

من أنابيل وروبرت إلى أوكيكو ودمى الفودو، تستمر أسطورة الدمى المسكونة في إثارة الفضول والرعب. سواء كانت هذه القصص حقيقة موضوعية، أو مجرد نتاج لخيال خصب يغذيه خوف نفسي عميق، فإنها تكشف شيئاً مهماً عن الطبيعة البشرية.

 

ربما ليست الأرواح هي التي تسكن الدمى، بل نحن من نسكنها بمخاوفنا وقلقنا من المجهول والموت. إنها مجرد شاشات فارغة نعرض عليها أعمق هواجسنا. حادثة وفاة دان ريفيرا المأساوية تذكرنا بأن الخط الفاصل بين الأسطورة والواقع يمكن أن يكون قاتلاً أحياناً. وفي النهاية، تبقى الدمية على الرف، تراقبنا بصمتها الأبدي، وتتركنا نتساءل: هل هي مجرد لعبة، أم أنها تنتظر شيئاً... أو شخصاً ما؟

### **الدمى المسكونة: بين الأسطورة والحقيقة.. قصص حقيقية تخفي وراءها الموت والغموض**


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent